Republic of Lebanon

الرئيس الحريري خلال رعايته افتتاح مؤتمر طريق الحرير: خيارنا سلوك طريق الأمل وتحقيق الاستقرار والتنمية

الخط + -
06 نيسان 2017

فيما يلي نص الكلمة التي ألقاها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري خلال رعايته صباح اليوم افتتاح مؤتمر طريق الحرير "حزام واحد وطريق واحد في لبنان"، الذي تنظمه مجموعة فرنسبنك وغرفة التجارة الدولية لطريق الحرير، في مبنى عدنان القصار للاقتصاد العربي:

 

أصحاب السعادة،

السيدات والسادة

كلمة الحريري، تأتي من الحرير، لذلك أنا سعيد بشكل مضاعف اليوم، أن أقف أمامكم في هذا الحدث الذي هو بعنوان: "طريق الحرير"!

يكفي أن ننظر إلى الخريطة لنعرف لماذا كان لبنان دائما ملتقى طرق بين الشرق والغرب، في الثقافة والحضارة والدين والتجارة. إن العلاقات بين لبنان والصين قديمة، وقد تطورت مع نمو النقل والاتصالات بشكل مستمر مما أدى إلى تقلص المسافات. حتى اليوم، وفي عصر القرية الكونية، لا أحد منا، صينيين أو لبنانيين، لديه أي عذر!

لقد رسم أسلافنا طريق الحرير، لأنهم أدركوا أهميته الاقتصادية والاجتماعية. واليوم، هذه الأهمية تضاعفت لدفع النمو الاقتصادي ومكافحة الفقر والبطالة. هذه الأهمية نفسها تصبح لا تقدر ولا تحصى عندما نفكر في معيار تلاقي الحضارات والثقافات والأديان، والذي هو الطريقة الوحيدة لمكافحة التطرف والتعصب والعنصرية والانعزال. وبعبارة أخرى، فإنها الطريقة الوحيدة للحفاظ على الاستقرار العالمي والسلام.

أيها الأصدقاء،

لقد كانت الصين دائما مصدّرا رئيسيا للبنان. لكن الأمر ليس نفسه بالنسبة لصادراتنا إلى الصين، وهذا يدعو لجهود خاصة مشتركة من قبل القطاعين الخاص والعام في بلدينا، واليوم هو بداية جيدة لذلك.

لقد اعتمدت حكومتي مقاربة جديدة للتعامل مع التحدي المتمثل في استضافة أكثر من 1,5 مليون نازح سوري.

أعرف أن النكتة الصينية تقول أن مليون ونصف المليون يمكنهم أن ينزلوا في فندق في الصين! ولكن لكي أعبّر عن حجم المسألة، فإنها تشبه كما لو أن 500 مليون لاجئ أتوا إلى الصين بين ليلة وضحاها. هذه هي حالتنا الحقيقية في بلد فيه 4 ملايين لبناني فقط!

باختصار، ما نقوله هو التالي: نشكر المجتمع الدولي على ما قدمه من مساعدة إنسانية للنازحين السوريين، ونأمل بالتأكيد أن تستمر. ولكن بنيتنا التحتية وخدماتنا العامة هي ببساطة ليست مصممة لهذا التدفق الهائل من المستخدمين.

دعونا نستثمر في كليهما وبهذه الطريقة يستفيد كل من المضيفين اللبنانيين والنازحين السوريين على حد سواء. وهذا سيحسّن من خدماتنا العامة وبنيتنا التحتية، ويسمح لاقتصادنا بأن ينطلق لتعويض الانخفاض الحاد في النمو والعمالة الذي شعرنا به منذ بدء الأزمة. وأنا متأكد من أن الحكومة الصينية والشركات الخاصة سوف تفهم مدى أهمية ذلك، خاصة وأن الاستثمار في لبنان اليوم يعني الاستعداد لإعادة الإعمار الضخمة في سوريا عندما يتم التوصل إلى الحل السياسي الذي نطمح إليه عاجلا أم آجلا.

إيها السيدات والسادة،

إن لبنان أهم من أن يترك وحيدا، فهو نموذج للتعايش والحوار. وهو النموذج لتسوية سياسية تسعى إليها الكثير من الأزمات الحاصلة في المنطقة اليوم. إن الأمن والاستقرار في بلدنا هما الأولوية القصوى لحكومتي اليوم، وهما ما ينبغي أن يكونا أولوية كل من يريد أن يحافظ على هذه القيم في العالم اليوم.

إن خيارنا هو سلوك طريق الأمل، وتحقيق الاستقرار والتنمية، وهذا هو الاتجاه الوحيد الذي يمكن أن يقودنا جميعا إليه "طريق الحرير".

شكرا.

 

جميع الحقوق محفوظة ©      ملاحظة قانونية  |   إتصل بنا  |  خريطة الموقع
تم انجاز هذا الموقع بالتعاون مع مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية