Republic of Lebanon

الرئيس دياب لدى زيارته جرود عرسال: خطة الحكومة للنهوض الاقتصادي ستمنح المناطق فرصة للتنمية الذاتية عبر خلق مؤسسات توفّر فرص عمل للشباب

الخط + -
29 أيار 2020

PM Diab Speech during his visit to the Northeastern borders

يعطيكم العافية

قبل ست سنوات، حاولت خطط إغراق لبنان في نهر الدم، خطف هذه المنطقة، ورهنها في مشاريع سياسية تختبئ خلف مسمّيات دينية.

يومها، تعرّض الجيش اللبناني لعملية غدر، ودفع ضريبة كبيرة في محاولة لكسر هيبته واستباحة لبنان، بهدف نقل الحرب المدمّرة من سوريا إلى لبنان.

إلا أن الجيش اللبناني، نجح سريعاً في استعادة المبادرة، وقطع الطريق على محاولات افتعال حروب طائفية ومذهبية في لبنان.

كان جرح الجيش عميقاً، لكنه مع ذلك، تحمّل الألم الذي أصابه، ولملم جراحه، وانتظر ثلاث سنوات، ثم انقضّ في ذاك الفجر على الإجرام الذي استباح جرود لبنان وحاول تلويث نقائها الوطني.

لم تكن عملية الجيش ثأرية للشهداء الذين سقطوا غدراً أو في المواجهة، فكل واحد من هؤلاء منح الوطن وسام شهادته، ولم يبخل بحياته دفاعاً عن كل اللبنانيين، وإنما كانت عملية عسكرية محترفة، تترجم قراراً وطنياً جامعاً، باستئصال السرطان المتمدّد من خارج الحدود إلى أطراف الوطن.

لا يحتاج الجيش اللبناني إلى شهادات في تلك العملية النوعية، فجر الجرود، ولا يحتاج إلى شهادات في الوطنية.

ولذلك، فإن الجيش يشكّل عنوان أمل بتجذّر الانتماء الوطني، دون منّة، ولا حساب للتضحيات التي يقدّمها في سبيل تكريس الوحدة الوطنية، وحراسة السلم الأهلي وحماية الاستقرار الأمني، وفرض هيبة الدولة.

الجيش هو نموذج حي عن تطلعات اللبنانيين بوطن يريدون العيش فيه بأمان واستقرار، خارج الاصطفافات الطائفية والمذهبية والسياسية.

إن اللبنانيين، في كل المناطق، يريدون تغييراً حقيقياً يؤمّن لهم الانتقال من دولة الطوائف والمذاهب، إلى الدولة الواحدة. يريدون تغييراً واقعياً يحقّق لهم الفصل بين الارتباط السياسي والارتباط بالدولة، وإلغاء الارتهان السياسي كوسيط بين المواطن والدولة.

هذه المناطق تعيش حرماناً مزمناً. لم تقدّم السلطة لهذه المناطق إلا رذاذاً موسمياً من المشاريع التي لا تغني ولا تسمن من جوع.

من حق البقاع، وكل المناطق، أن تحصل على حقوقها في سياق الإنماء المتوازن الذي نصّ عليه دستور الطائف. لكن الواقع أن الإنماء المتوازن بقي شعراً تتغنّى به السلطة السياسية لعله يهدئ من ثورة غضب الناس.

للأسف، الدولة اليوم منهكة. لا تملك القدرة على تعويض المناطق ما أصابها من الحرمان المزمن من زمن الإنماء المتوازن.

ويقيناً، لو أن السلطة كانت تملك حداً أدنى من الرؤية الاقتصادية، لكانت أعطت المناطق حاجتها من الإنماء، ولكان هذا الإنماء هو الأرضية الصلبة التي يمكن الإنطلاق منها اليوم لمعالجة الأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية.

لذلك، فإن الحكومة وضعت اليوم خطة للنهوض الاقتصادي والتعافي المالي، وتقوم على مبدأ إحداث تغيير حقيقي في نمط الاقتصاد، عبر منح المناطق فرصة الحصول على التنمية من خلال خلق وظيفة اقتصادية تساهم في تعافي الاقتصاد الوطني، وتؤمّن تنمية ذاتية بخلق مؤسسات توفّر فرص عمل للشباب في هذه المناطق.

هذه الجرود اليوم تحتاج إلى سواعد اللبنانيين لضخ الحيوية فيها، كما احتاجت قبل سنوات إلى سواعد أبطال الجيش اللبناني لتحريرها من المجرمين وشذّاذ الآفاق.

هذه الجرود هي تعبير عن الشموخ، وليست رمزاً للتهريب عبر المعابر غير الشرعية. لذلك، فإننا سنتابع الجهود، من أجل وقف اقتصاد التهريب عبر إقفال هذه المعابر التي تتسبب بأضرار كبيرة للدولة، وتستفيد منها حفنة من المهربين.

ستبقى جرود لبنان عصية على الانكسار والاحتلال والتآمر، بحماية هذا الجيش الذي نستمد من عزيمته وتضحياته وحكمة قيادته، قوة لمواجهة التحديات الكبيرة والكثيرة.

عشتم وعاش لبنان

 

لمشاهدة قيديو كلمة الرئيس، الرجاء الضغط على الرابط التالي:

 

https://youtu.be/tlTfynRMr98 

جميع الحقوق محفوظة ©      ملاحظة قانونية  |   إتصل بنا  |  خريطة الموقع
تم انجاز هذا الموقع بالتعاون مع مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية