Republic of Lebanon

الرئيس دياب يزور مقر قطاع جنوب الليطاني ومقر اليونيفيل

الخط + -
27 أيار 2020

زار رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب قبل ظهر اليوم الأربعاء مقر قطاع جنوب الليطاني حيث تفقّد ثكنة بنوا بركات في مدينة صور، ثم مقر قوّات اليونيفيل في الناقورة.

ورافق الرئيس دياب الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمود الأسمر، ومستشار رئيس الحكومة خضر طالب.

مقر قطاع جنوب الليطاني

وفي زيارة هي الأولى لرئيس حكومة إلى مقر قطاع جنوب الليطاني، توجّه الرئيس دياب إلى ثكنة بنوا بركات، حيث كان في استقباله نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع زينة عكر وقائد الجيش العماد جوزاف عون وقائد قطاع جنوب الليطاني العميد الركن مارون القبياتي. واستعرض الرئيس دياب ثُلة من التشريفات الرسمية ثم رأس اجتماعاً مشتركاً في مكتب قائد القطاع.

بعدها انتقل الرئيس والمجتمعون الى غرفة عمليات القطاع حيث استمعوا إلى إيجاز عن دور قطاع جنوب الليطاني والمهمات التي يقوم بها الجيش اللبناني في الجنوب في القطاعين الشرقي والغربي والتنسيق مع قوات اليونيفيل.

وألقى الرئيس دياب كلمة للمناسبة قال فيها:

"أحببت أن أكون معكم اليوم، لأتفقّد أحوالكم، وأشدّ على أيديكم، وأنتم تبذلون جهوداً كبيرة لحماية الاستقرار في جنوب لبنان، وكذلك لحماية أهلكم أبناء الجنوب.

أنتم هنا تمثّلون الدولة، تمثّلون الشرعية، وتمثّلون أيضاً مصلحة الناس في الأمن والاستقرار، ولذلك فإن واجبكم كبير، وأنا أعلم أنكم أهل لهذا الدور، فالجيش هو صمام الأمان الذي يحمي الاستقرار.

أدعوكم إلى أن تكونوا، على صورة قيادتكم الحكيمة وقائدكم المتفاني، فتتعاملون مع الوقائع بعناية، وتحفظون أهلكم، وتحمون وطنكم، وتدافعون عن الشرعية، وتمثّلون هيبة الدولة.

أحييكم فرداً فرداً، قيادة وضباطاً ورتباء وجنوداً.

الله يحميكم، ويحمي لبنان. عشتم وعاش لبنان."

ووقّع الرئيس دياب على السجل الذهبي، ثم قدم له العميد القبياتي هدية تذكارية، وهي عبارة عن جهاز اتصالات من مخلفات العدو الاسرائيلي، كما قدم العميد القبياتي درعاً تذكارياً إلى كل من وزيرة الدفاع وقائد الجيش.

مقر قوّات اليونيفيل في الناقورة

ثم انتقل رئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق إلى الناقورة، وتوجهوا إلى مقر قيادة اليونيفيل حيث كان في استقبالهم رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال ستيفانو ديل كول. واستعرض رئيس الحكومة ثُلة من التشريفات، ووقع السجل الذهبي. وبعد ذلك تبادل رئيس الحكومة الهدايا التذكارية مع الجنرال ديل كول وألقى كلمة قال فيها:

"في مثل هذه الأيام قبل اثنين وأربعين سنة، تأسست قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان، بعد عدوان إسرائيلي في العام 1978. آنذاك صدر القرار 425 الذي ينصّ على انسحاب العدو الإسرائيلي من لبنان، لكن الاحتلال استمر 22 عاماً، إلى حين حرّر اللبنانيون معظم أرضهم واندحر العدو في 25 أيار من العام 2000. هذا التاريخ الذي أصبح عيداً رسمياً للبنان تحت إسم عيد المقاومة والتحرير.

على مدى إثنين وأربعين سنة، امتلأ أرشيف قوات الأمم المتحدة في لبنان، بمحاضر توثيق الانتهاكات الإسرائيلية للقرارات الدولية، وللسيادة اللبنانية، في مقابل احترام لبنان للشرعية الدولية، وتأكيد تمسّكه بمرجعية الأمم المتحدة، وبدور قواتها في لبنان.

وجودكم هنا ليس بإرادة دولية فقط، وإنما برغبة لبنانية أيضاً، وباحتضان من أبناء هذا الجنوب الصامدين.

نحن متمسّكون بتطبيق القرار 1701، وندعو الأمم المتحدة إلى فرض التزام هذا القرار على العدو الإسرائيلي الذي يضرب عرض الحائط القرارات الدولية ولا يلتزم تطبيق القرار 1701 ويخترق السيادة اللبنانية براً بحراً وجواً، ويهدّد ويتوعّد لبنان، ويجاهر أمام العالم بممارساته العدائية، ويوحي للرأي العام العالمي أنه أقوى من الأمم المتحدة ومن مجلس الأمن وقراراته.

من هنا، من مقر قوات اليونيفيل، أتوجّه بنداء إلى العالم، ليفرض على العدو الإسرائيلي تطبيق قرار الأمم المتحدة الرقم 1701 والانسحاب من الأراضي والمياه اللبنانية المحتلة، لأن استمرار هذا الاحتلال، براً وبحراً، يمنع تثبيت الاستقرار.

هنا في الناقورة، هذه الـ 1850 متر مربع هي لنا، هي أرض لبنانية، ومقابلها في البحر مياه لبنانية، وهناك في مناطق أخرى ما تزال توجد أراضٍ تحت الاحتلال، ونحن لن نتنازل عن حبة تراب أو قطرة مياه من وطننا.

إن لبنان متمسّك بتطبيق القرار 1701، وبدور قوات الأمم المتحدة، والمحافظة على وكالتها وعديدها دون أي تعديل، لأن الحاجة إليها ما تزال ضرورية وملحّة في ظل محاولات العدو الإسرائيلي المتواصلة لزعزعة الاستقرار في جنوب لبنان، وانتهاكاته المستمرة للسيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً.

كما أؤكّد على أهمية أن تستمر قوات اليونيفيل بالتنسيق والتعاون الوثيق مع الجيش اللبناني منعاً لأي التباس وبما يسهّل من مهمة قوات اليونيفيل ويعزز الثقة مع أبناء الجنوب.

إنني أغتنم مناسبة مرور 42 عاماً على تأسيس قوات الأمم المتحدة، لأتوجّه بتحية شكر وامتنان إلى جميع الضباط والرتباء والجنود الذين خدموا ويخدمون في لبنان منذ العام 1978، إلى الذين ما زالوا أحياء، وإلى الشهداء الذين سقطوا في أداء رسالتهم الإنسانية، وإلى الذين رحلوا عن هذه الدنيا.

أبناء الجنوب الطيبون يحفظون لكم وقوفكم إلى جانبهم، هم الذين دفعوا غالياً ثمن الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته.

إن لبنان يعرب عن امتنانه الشديد للدول الصديقة التي تساهم في عديد اليونيفيل، والتي تجسّد التزامها بقيم السلام التي كرّسها ميثاق الأمم المتحدة.

كما أني أعرب عن تقديري للجهود التي يبذلها سعادة الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش لوقوفه الدائم إلى جانب لبنان، ومساعدته على تجاوز التحديات التي تواجهه.

من هذا المكان، أتوجه بالتحية إلى الجنرال ديل كول وقيادة وضباط وجنود قوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان.

أنا هنا اليوم لأشد على أيديكم، أنتم الذين تعيشون بعيداً عن أوطانكم وعائلاتكم، وتحملون مسؤولية حماية القرارات الدولية، وتتعرّضون لضغط كبير من جانب العدو الإسرائيلي الذي يتحدّى دوركم ويعرقل مهمتكم.

 أنتم هنا في لبنان، يحتضنكم اللبنانيون، أبناء الجنوب الطيبون الشرفاء، ويحترمون وجودكم، ويحفظون لكم تضحياتكم، فدماء شهداء اليونيفيل اختلطت مراراً مع دماء الشهداء اللبنانيين في الجنوب البطل، ومجزرة قانا مثال للتاريخ.

تحية لكم من لبنان الذي يحترم دوركم ويقدّر جهودكم.

عشتم وعاش لبنان."

من جهته توجه قائد قوات اليونيفيل الجنرال ستيفانو ديل كول بكلمة قال فيها:

"سيداتي وسادتي، صباح الخير

 إنه لمن دواعي سروري أن أرحّب بدولة رئيس مجلس الوزراء اللبناني، الدكتور حسّان دياب، في زيارته الأولى إلى المقرّ العام لليونيفيل اليوم.

في البداية، اسمحوا لي أن أعرب عن امتناني لرئيس مجلس الوزراء وحكومته والقوات المسلحة اللبنانية لتعاونهم المستمر في تنفيذ ولاية اليونيفيل. إن هذا التعاون هو محور نجاحنا الجماعي في الحفاظ على ما يقرب من 14 عاماً من الهدوء في جنوب لبنان. علينا معاً أن نبني على هذه الفترة الطويلة من الاستقرار غير المسبوق حتى نتمكن من تنفيذ ولايتنا بشكل فعّال ودون عقبات. يسعدني جداً أن رئيس الحكومة ونائبة رئيس الحكومة وقائد القوات المسلحة اللبنانية يكرموننا بزيارتهم.

إن وجودكم بيننا سيشجع إلى حدّ كبير حفظة السلام التابعين لليونيفيل، وكذلك شركائنا الاستراتيجيين في القوات المسلحة اللبنانية، على البناء بشكل أكبر على المكاسب المتنامية لناحية الوضع الأمني منذ سريان وقف الأعمال العدائية.

إنني أتطلع للعمل مع حكومة لبنان، ولا سيما القوات المسلحة اللبنانية، لتنفيذ اللقرار 1701 بشكل كامل ومعالجة أي قضايا عالقة.

إن أدوات اليونيفيل لبناء الثقة، ومن بينها المنتدى الثلاثي وآليات الارتباط والتنسيق، تحت تصرّف الأطراف. والاستفادة من هذه الآليات أمرّ في غاية الأهمية لمنع التوترات على الأرض وتخفيف حدّتها.

كما أود أن أثني على القيادة القوية والحاسمة لرئيس مجلس الوزراء لناحية التعامل مع جائحة الكوفيد-19.

وبصفتي رئيس بعثة اليونيفيل، أشعر بالفخر لأن قوات حفظ السلام التابعة لنا تساعد وتدعم المجتمعات المحلية في جنوب لبنان في جهودها لاحتواء انتشار فيروس كورونا منذ بداية تفشي الجائحة.

ومجدداً، أود أن أرحب برئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق في زيارتهم لليونيفيل، وأتمنى له رحلة موفقة ومثمرة في جنوب لبنان وشكراً".

وقبل ختام زيارته لمقر اليونيفل في الناقورة توجه رئيس الحكومة مع قائد قوات اليونيفل والوفد المرافق إلى قاعة الاجتماعات حيث استمعوا إلى شرح مفصل عن دور قوات اليونيفيل في جنوب لبنان والمهام التي تقوم بها.

 

جميع الحقوق محفوظة ©      ملاحظة قانونية  |   إتصل بنا  |  خريطة الموقع
تم انجاز هذا الموقع بالتعاون مع مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية