Republic of Lebanon

الرئيس الحريري يقيم مأدبة افطار رمضانية في السراي

الخط + -
17 أيار 2019

اكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ان اتفاق الطائف اعاد تجديد العمل بالمفاهيم الكاملة للشراكة، لكن الممارسة السياسية تقدم احيانا صورة مشوهة عن الشراكة ونحن نريد ترجمة الشراكة من خلال المؤسسات الدستورية وتحديدا على طاولة مجلس الوزراء الذي يتصدى بكل مسؤولية للاصلاح الاقتصادي والمالي ولاسباب الهدر في الانفاق العام.

وشدد الرئيس الحريري على ان طاولة مجلس الوزراء، محكومة بان تكون طاولة للحوار المسؤول والقرارات المسؤولة، وخط الدفاع الاول عن تطبيق القوانين وحماية حقوق اللبنانيين، لافتا الى انه عندما يتحول مجلس الوزراء الى متاريس سياسية، على صورة العديد من التجارب السابقة، تتعطل السلطة التنفيذية وتتوقف الدولة عن العمل. والكل في مجلس الوزراء مسؤول، يعني الكل مسؤول، وما من جهة على طاولة مجلس الوزراء تستطيع ان تتنكر للقرارات التي تتخذ، سواء بالتوافق او بالتصويت.

ورأى أن المسؤولية توجب ترجمة البيان الوزاري في السياسات العامة للدولة وفي البرنامج المالي والاصلاحي والاقتصادي. لدينا برنامج توافقنا عليه وعرضناه في مؤتمر سيدر. البرنامج يشكل فرصة للبلد، ويحتاج لقرارات جريئة ولارادة من كل الشركاء، للنهوض  بالبلد، محذرا بان ما نتوصل اليه اليوم، سيكون بلا جدوى اذا قررنا تأجيل القرارات الملحّة سته اشهر او سنة والقرار بايدينا وشركاؤنا في مؤتمر "سيدر" ينتظرون وعلينا ان نبادر.

مواقف الرئيس الحريري جاءت في كلمة القاها خلال مأدبة الافطار التي اقامها غروب اليوم في السراي الكبير بحضور الرؤساء ميشال سليمان، فؤاد السنيورة، نجيب ميقاتي، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ممثل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي المطران بولس مطر، ممثل رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى المفتي احمد قبلان، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، متروبوليت بيروت للروم الأورثوذكس المطران الياس عودة، ممثل بطريرك انطاكيا للروم الكاثوليك المطران جورج بقعوني، ممثل كاثوليكوس الارمن الارثوذكس المطران كوميداس اوهانيان، رئيس المجمع الاعلى للطائفة الانجيلية القس جوزف قصاب، القائم برئاسة المجلس الأعلى الاسلامي العلوي الشيخ محمد خضر عصفور، رئيس الطائفة الاشورية في لبنان المتروبوليت مارميليس زيا، ممثل الرئيس الروحي الاعلى لطائفة اللاتين الاب مخول فرحة، ممثل بطريرك السريان الارثوذكس المطران دانييال كورية، ورئيس الطائفة القبطية في لبنان وسوريا الاب رويس الاورشليمي وحشد من الوزراء والنواب والسفراء العرب والأجانب والقادة الأمنيين والاقتصاديين والإعلاميين وشخصيات. وفيما يلي نص الكلمة:

أمس ودعنا بطريرك لبنان والعرب، وداع العظماء في أوطانهم. إنه حارس السيادة الوطنية والعيش المشترك، البطريرك مار نصر الله بطرس صفير.

 اذا تحدثنا عن اتفاق الطائف، نتذكر دور البطريرك صفير في إنهاء الحرب الأهلية. كذلك الامر عند الحديث عن انتفاضة الاستقلال، وعن المصالحة في الجبل، وعن مسلسل طويل من المحطات والمواقف الوطنية.

الكلام عن البطريرك الراحل في مناسبة رمضانية، ليس مجرد تكريم لركن من اركان الشراكة الوطنية، بل هو تعبير صادق عن رسالة لبنان التي تجمعنا، مسلمين ومسيحيين، في حياةٍ مشتركة ترعاها الدولة ومؤسساتها الشرعية.

 اتفاق الطائف اعاد تجديد العمل بالمفاهيم الكاملة للشراكة، لكن الممارسة السياسية تقدم احياناً، صورة مشوهة عن الشراكة. فاللبنانيون توافقوا على صيغة للوفاق الوطني وعلى دستور جديد، ولم يعلنوا التوافق على صيغة للائتلاف بين الطوائف أو لاقتسام الدولة بين الجماعات الطائفية. 

الدستور واضح في هذا الشأن، ونحن نريد ترجمة الشراكة من خلال المؤسسات الدستورية، وتحديداً على طاولة مجلس الوزراء، الذي يتصدى في هذه المرحلة، بكل مسؤولية للاصلاح الاقتصادي والمالي ولاسباب الهدر في الانفاق العام. 

عندما نقول ان السلطة التنفيذية هي مجلس الوزراء مجتمعاً، فهذا يعني أن طاولة مجلس الوزراء، محكومة بان تكون طاولة للحوار المسؤول والقرارات المسؤولة، وخط الدفاع الاول عن تطبيق القوانين وحماية حقوق اللبنانيين. 

عندما يتحول مجلس الوزراء الى متاريس سياسية، على صورة العديد من التجارب السابقة، تتعطل السلطة التنفيذية وتتوقف الدولة عن العمل. الكل في مجلس الوزراء مسؤول، يعني الكل مسؤول، وما من جهة على طاولة مجلس الوزراء تستطيع ان تتنكر للقرارات التي تتخذ، سواء بالتوافق او بالتصويت. الدستور هو الذي يحكم مسار الامور ومسار النقاش. 
انا ناشط على خط التوافق والتوصل الى سياسات اقتصادية ومالية والى اصلاحات ادارية بتوافق الجميع، ولن اخوض غمار المزايدات والسباق في ميادين الاعلام.

هناك بيان وزاري جرى التوافق عليه، فقرة فقرة، والمسؤولية توجب ترجمة البيان في السياسات العامة للدولة وفي البرنامج المالي والاصلاحي والاقتصادي. لدينا برنامج توافقنا عليه وعرضناه في مؤتمر سيدر.

البرنامج يشكل فرصة للبلد، ويحتاج لقرارات جريئة ولارادة من كل الشركاء لوقف النزيف الاداري والمالي، للانطلاق ببرنامج الاستثمار وتطوير الخدمات، وفتح الابواب امام فرص عمل جديدة للشباب والشابات.

 ما نتوصل اليه اليوم، سيكون بلا جدوى اذا قررنا تأجيل القرارات الملحة ستة اشهر او سنة. القرار بايدينا، وشركاؤنا في مؤتمر سيدر ينتظرون ... وعلينا ان نبادر.

 نسأل الله ان يكون رمضان المبارك فاتحة خير على لبنان واللبنانيين. وكل عام وانتم بخير

 

جميع الحقوق محفوظة ©      ملاحظة قانونية  |   إتصل بنا  |  خريطة الموقع
تم انجاز هذا الموقع بالتعاون مع مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية