Republic of Lebanon

الرئيس الحريري يرعى حفل يوم المختار في السراي الكبير

الخط + -
26 آذار 2018

رعى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عصر اليوم حفل "يوم المختار" في السراي الحكومي في حضور وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والامين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل ورؤوساء روابط المخاتير في لبنان وحشد من المخاتير من مختلف المناطق اللبنانية.

استهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني ثم كانت كلمة ترحيبية للمدير العام للصندوق التعاوني للمختارين  جلال كبريت، بعدها القى  الوزير المشنوق الكلمة التالية:

دولة الرئيس سعد الحريري

أصحاب المعالي والسعادة

أيها المخاتير، أيها الحفل الكريم،

هذه الأيام، أينما حلّ الواحد منّا، يقولون إنّه يعمل من أجل الانتخابات. كما لو أنّها تهمة أو نقيصة أو شتيمة. هذا رغم أنّ الانتخابات هي أفضل التعبيرات عن الديمقراطية وعن تداول السلطة. والعمل في الانتخابات يقرّب السياسيين أكثر من الناس ويذكّر المواطنين بضرورة المحاسبة والمتابعة.

ومن أَخبرُ الناسِ بالمتابعة أكثرَ منكم؟

المختار هو أكثر من يتابع، ويسأل، ويحفظ. يعرف كلّ عائلة ويسنسلها، من جدّ الجدّ إلى حفيد الحفيد. كلّهم يعبرون تحت قلمه، في إخراجات القيد ووثائق الولادة، مرورا بإفادات السكن وأوراق جوازات السفر، وصولا إلى لا سمح الله الى شهادات الوفاة. يعرف كلّ واحد أين يسكن، ومتى أنجز جواز سفر، وإلى أين سافر، ومتى عاد، وأين تزوج، وكم ولد لديه... هو الأمين على ماضينا والضامن لحاضرنا والحريص على مستقبلنا.

والمختار منتخبٌ من الناس مباشرة، وفي يوم المختار، نتفكّر أكثر في ضرورته ودوره وحيويته وقدرته.

تعرفون أنّني أحتفل بهذا اليوم معكم كلّ عام، منذ أربع سنوات. ولم يكن حينها هناك انتخابات ولا من ينتخبون. واليوم أيضاً هذا ليس حديثاً انتخابياً. رغم أنّ كلمة "مختار" هذه الأيام، كأنّها لا تعني شيئا قدر ما تعني "الانتخابات".

أيّها الحضور الكريم،

منذ توليت وزارة الداخلية والبلديات،عملت على موضوع المؤسسة العامة للصندوق التعاوني لمختاري لبنان، التي عملنا جميعاً على جعلها مؤسسة جامعة تعمل على تعزيز دور المخاتير وعلى تأمين مقوّمات العيش الكريم للمختار من تعويضات وتأمينات صحية وإجتماعية وإستشفائية. وقبل أيام وقّعتُ على سلفة لتغطية مصاريف الصندوق الخاص بالأمور اللوجستية حتّى لا يتحملها الصندوق.

ووقّعت ايضاً على موازنة الصندوق التي ستسمح بحجز إعتمادات لتوظيف أكثر من 10 أشخاص من الناجحين في المباريات التي نظمها مجلس الخدمة المدنية لمساعدة المدير العام للصندوق العزيز والصبور والمثابر، جلال كبريت على تقديم الخدمات الخاصة بالمخاتير. والأهم من ذلك هو أنه منذ اسابيع اتخذنا قرارا في  مجلس الوزراء يسهل عملكم جميعا وهو مكننة الأحوال الشخصية، هذا المشروع  الذي يرعاه الرئيس الحريري  و سيتم  في إطار الشراكة مع القطاع الخاص.

أيها الشاهدون على سنّة الحياة وأسرارها. أنتم مفاتيح قلوب المواطنين، منذ استقلال لبنان، كنتم، وما زلتم، وستبقون. رغم أنّ وسائل التواصل في تطوّر مستمرّ، وفي تغيّر شديد السرعة، إلا أنّ المختار لا يزال صلة الوصل بين الدولة والناس، في الانتخابات، وفي غير الانتخابات، في الحلوة، وفي المرّة، وكما أقول دائماً، منذ الولادة، وحتى الوفاة، انتم تقريبا مفتاح من مفاتيح اسرار الجمهورية اللبنانية .

لقاؤنا اليوم له رمزية خاصة. فنحن نجتمع في السراي الحكومي. صرح تاريخي ساهر على الإدارة اللبنانية وحاضن السلطة التنفيذية. كان من أول ضحايا الحرب الاهلية، فعمل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وأنا الشاهد على ذلك، على إعادة ترميمها وجعلها من أجمل المقرات الرسمية في لبنان والمنطقة. وها نحن نلتقي اليوم بهذه المناسبة التي تقام بالسراي الحكومي برعاية حافظ الآمانة دولة الرئيس سعد الحريري.

نجحنا منذ سنتين في إنجاز الإستحقاق البلدي والإختياري. وشهدنا كيف تنافسس الآلآف من الرجال والنساء ليشغلوا 2358 مركز مختار منتشرين على كافة الأراضي اللبنانية. وها نحن نلتقي اليوم بضعة أسابيع قبل الانتخابات النيابية التي لكم دور أساسي بإنجاحها. فلقد قمتم على مدار شهر كامل بمساعدة اللبنانيين بالتأكد من ورود أسمائهم بشكل صحيح على القوائم الانتخابية. ومازلتم تساعدون اللبنانيين على ممارسة حقهم الدستوري بالإقتراع من خلال تعبئة طلبات الهوية  او جوازات السفر للناخبين الذين هم بحاجة إلى هوية أو جواز سفر.

ختاماً،

لا بد من الحديث عن  اللامركزية الإدارية الموسعة، التي تؤمن الشفافية وتُساهم في عملية صنع القرار وتؤدي إلى تحسين نوعية الخدمات العامة. والمختار هو النواة الرئيسية للامركزية الإدارية الان هناك مفاجآت جميلة سيعلن عنها الرئيس الحريري.

كلمة الرئيس الحريري

بعد ذلك القى الرئيس الحريري كلمة رحب فيها بالحضور وقال:

أهلا وسهلا بمخاتير لبنان في بيتكم،  في السراي!

 هنا بيتكم، لأن مجموع قضايا المواطنين التي تتابعونها أنتم، تتحول لملفات وطنية، اقتصادية واجتماعية وخدماتية وانمائية ، أمام الحكومة ومجلس الوزراء. 

لكني اليوم أريد أن أتحدث عن قضاياكم أنتم، كمخاتير.

أنا أعلم ان موضوع الضمان الاجتماعي للمختار بعد انتهاء ولايته قضية مهمة، وهو بحاجة لقانون، أحاله رئيس مجلس النواب نبيه بري للجان المختصة، قبل أن يُبحث في جلسة عامة. وكتلة المستقبل النيابية سيكون دورها في هذا الاطار إيجابيا بإذن الله. 

أعلم أيضا أن روابط المخاتير تطالب بجعالة من طابع المختار، وهذا موضوع بحاجة لوزارة المالية بداية، ومن ثم الى قانون في مجلس النواب. ونحن نسعى مع وزير المالية لتسريع هذه العملية.

نحن اليوم أمام انتخابات ستجدد المجلس النيابي. ودوركم في الانتخابات مركزي دائما مع المواطنين، وبهذا المعنى أنتم دعامة أساسية لنظامنا الديمقراطي.

علما ان وزير الداخلية ، وزير الوصاية نهاد المشنوق لم يترك يوما هذا الموضوع وانا شاهد على ذلك لانه يحمل قضيتكم على الدوام في كل الاجتماعات.

وأنا سعيد اليوم أن أعلن أمامكم أنه في مجلس الوزراء غدا، سنعيّن بإذن الله مجلس الإدارة الجديد، ونقر مرسوم الأجراء للصندوق، ليتمكن من تقديم الخدمات لكم جميعا.

وهذا البند كان مدرجا الاسبوع الماضي ولكن بسبب درسنا للخطة التي سنقدمها في باريس لم نتمكن من اقراره.

هذه مؤسسة، أنشأها الرئيس الشهيد رفيق الحريري قبل 15 سنة لتكون ضمانة للمختار، وحكومتي الأولى عيّنت مجلس إدارة لها قبل 8 سنوات. لكن لكي تُفعّل هذه المؤسسة، لا بد لها من مجلس إدارة جديد، لتتمكن فعليا من تقديم الخدمات المطلوبة. 

أنتم منتخبون لتقدموا خدمات للناس، والحمد لله لم تقصّروا.  ولكن هناك خدمات تحتاجونها أنتم، وأهمها تعويض نهاية الخدمة، وفرق الاستشفاء والخدمات الاجتماعية، وهنا دور الصندوق التعاوني، ومديره العام جلال كبريت الذي أوجه له تحية على عمله وتفانيه بخدمتكم.

كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري يعتبر نفسه "مختارا" لانه كان يعرف الجميع ويتعاطى معهم، ولذلك فان محبته للمخاتير ولكم جميعا نابعة من ايمانه الى الحاجة لهذه المؤسسة التي ترعونها وتعملون من اجلها، وانا وكما قلت في بداية حياتي السياسية جئت لاكمّل هذه المسيرة واعدكم ان كل ما كان الرئيس الشهيد يعمل عليه وكل ما تريدونه سينفذ باذن الله في ايامنا الان او اذا استمرينا بعد الانتخابات .

فتحية لكل واحد وواحدة فيكم في السراي واشكركم جميعا على عملكم الذي هو حاجة للمواطن ونحن بدورنا سنعمل على تسريع مكننة الاحوال الشخصية ،وهذا امر اساسي لكم وللمواطن اللبناني وللدولة وهذا الامر سيحصل  وأمدّكم الله بالعافية.  وشكرا.

بعد ذلك اقيم حفل كوكتيل للمناسبة.

جميع الحقوق محفوظة ©      ملاحظة قانونية  |   إتصل بنا  |  خريطة الموقع
تم انجاز هذا الموقع بالتعاون مع مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية