Republic of Lebanon

الرئيس الحريري يرعى حفل الإعلان عن الخطة الخمسية للنهوض الثقافي في لبنان

الخط + -
05 تموز 2017

رعى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عصر اليوم في السراي الحكومي حفل الإعلان عن الخطة الخمسية للنهوض الثقافي في لبنان بمشاركة وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري وحضور الوزراء: عناية عز الدين، معين المرعبي، محمد كبارة، مروان حمادة، جان أوغسبيان، أيمن شقير، نقولا تويني، ملحم رياشي، أفيديس كدانيان، رائد خوري والسيدة باسكال لحود ممثلة الوزير جبران باسيل، النواب: بهية الحريري، مروان فارس، خضر حبيب ومحمد الحجار، عدد من السفراء العرب والأجانب ومدراء عامين، نقيب المحررين الياس عون وشخصيات.

كلمة الوزير خوري

بعد النشيد الوطني اللبناني، ألقى وزير الثقافة غطاس خوري الكلمة الآتية: " نجتمع اليوم في هذا المعلم السياسي والتراثي، الذي أعاده إلى الحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وذلك بعد ستة أشهر على انطلاق الحكومة وتسلمنا مهام وزارة الثقافة. وقد آليت على نفسي أن أضع هذه الوزارة في قلب الحدث الوطني والاجتماعي والاقتصادي، وفي قلب التنمية المستدامة. وزارة على قدر طموحات اللبنانيين ببلد يرقى الى الصف الأول باقتصاد المعرفة.

من هذا المنطلق، تلقّفنا خطة أعدّت في السابق من قبل الوزير روني عريجي، لكنها لم تبصر النور. فقمنا بتشذيبها وفتحنا حولها حوارا مع كل الفعاليات الثقافية، سواء من خلال الوزارة أو من خلال المؤتمر الذي نظّمناه في قصر الأونيسكو لهذه الغاية، وشمل كافة المعنيين بالقطاع الثقافي الرسمي والشعبي، وكان مناسبة للاطلاع على خبرات وآراء الكثيرين والاستفادة منها.

اليوم يا دولة الرئيس، كلّي اقتناع بأن التوظيف الثقافي يتماشى مع رؤيتك، انت المنتسب الى جيل الشباب، المدافع عن حقوق المواطنة والديمقراطية، المضحّي من أجل استقرار الوطن، العابر للطوائف، والمناضل من أجل حقوق المرأة والفئات الأكثر تهميشا في المجتمع، والعامل لمستقبل زاهر للبنان. كلي اقتناع يا دولة الرئيس، بأن رؤيتك ورؤية العهد الجديد لن تتبلور دون نهوض ثقافي، يكون جزءا من خطة النهوض الاقتصادي والاجتماعي التي تبنّتها الحكومة، وتبنّى إعلان بعبدا الأخير توكيل الحكومة بتنفيذها.

ولا بد يا دولة الرئيس من أن نستعرض معكم، ومع الحضور الكريم وضع وزارة الثقافة الحالي، هذه الوزارة المؤتمنة على كنوز لبنان الأثرية، وعلى التراث، والفنون، والآداب، والإنتاج الفكري، والصناعة الثقافية، وكل ذلك من خلال موازنة لا تتعدّى ال40 مليار ليرة لبنانية، 36 مليارا منها للرواتب والأجور.

نحن بحاجة لخطة تبرز معالمنا التاريخية في كل لبنان، وتؤدّي إلى نهضة ثقافية تشكّل رافدا أساسيا من روافد النهوض الاقتصادي. نحن بحاجة للمحافظة على متاحفنا وبناء المزيد من المتاحف في صيدا وجبيل وصور وكل المناطق.

ونحن نسعى لبناء متحف لمدينة بيروت في ساحة الشهداء، بهبة سخية من دولة الكويت. وفي هذا الإطار، نشكر لكم مساعدتكم على حل معضلة الكنوز الأثرية الموجودة في ساحة رياض الصلح، والتي نحن في طور استملاكها، وهي تختزن كلية الحقوق الرومانية وتعطي بيروت تسمية "أم الشرائع".

أما الكونسرفتوار الوطني، الذي يعلّم ستة آلاف تلميذ، ولديه أوركسترا غربية وأخرى شرق عربية، فقد قمنا مؤخرا بتوقيع بروتوكول تعاون مع الصين، يقضي بمساهمة هذه الدولة الصديقة ببناء كونسرفتوار حديث، يتضمن مدرسة موسيقية وصالات فنية،  كهبة للوزارة، بحيث تنقل الموسيقى وتعليمها الى رحاب جديدة.

وكذلك المكتبة الوطنية، التي ساهم فخامة الرئيس العماد ميشال عون باستكمال الهبة، المقدمة من قبل دولة قطر لإعادة تأهيلها. وهي ليست مكتبة بالمفهوم الكلاسيكي، بل هي مركز ثقافي متطوّر، نستعدّ لتدشينه وفتحه أمام المواطنين خلال الأشهر المقبلة، ليكون علامة مميّزة من علامات بيروت الثقافية.

ولكن ليستقيم العمل، لا بد من تعيين مجالس إدارة لهذه الهيئات؛ الكونسرفتوار، هيئة المتاحف، وكذلك المكتبة الوطنية. وتعيين مدير عام لوزارة الثقافة .

دولة الرئيس،

إن بيروت، عاصمة العرب الثقافية وعاصمة حوار الحضارات في العالم، لا تمتلك مسرحا مناسبا، يليق بمكانتها ودورها.  صحيح اننا في طور بناء ما تمّ ذكره آنفا، ونعمل على ترميم قصر الاونيسكو، ولكن يبقى مسرح قصر البيكاديلّي، ذلك  المعلم التراثي الذي لا يغيب عن ذاكرة بيروت ولبنان، ولا يجد سبيلا لإنقاذه من الخراب،  رغم مرور أكثر من 15 عاما على احتراقه.

ولقد حاولت جاهدا التوصل إلى حلّ مع المؤسسة الوطنية لضمان الودائع، بصفتها الجهة التي تملك المسرح، ولكن دون جدوى. وأقولها علنا :أنني لن أترك هذا المسرح ضحية للخراب والتعطيل، وهو سيكون في عهدة وزارة الثقافة. وأعلن اليوم عن قرار وضعه على لائحة  الجرد العام للأبنية التراثية والتاريخية، تمهيدا لاستملاكه.

دولة الرئيس،

هذا غيض من فيض ... رؤيتنا للنهوض بمقومات لبنان الثقافية. وأملنا كبير بأن تكون القفزة المتوقعة من هذه الخطة، من ضمن خطّتكم للنهوض الاقتصادي والاجتماعي.

والله دائما ولي التوفيق".

عرض للخطة

بعد ذلك قدم مدير عام الآثار سركيس خوري عرضا عن الخطة مطالبا بتأمين إعتمادات إضافية لموازنة وزارة الثقافة تبلغ حوالي 180 مليون دولار تُصرف علـى مـدى خمـس سـنوات لإنجاح الاستراتيجية الثقافية آملا إقرار خطـة النهـوض الثقافـي فـي لبنـان التي تعتبر مدمـاكا أساسـيا فـي تنميـة الاقتصـاد الوطنـي وتفعيـل الإنمـاء المتـوازن، وتدعـو الـى اعتمـاد سياسـة فعالـة تهـدف إلـى تعزيـز وجـه لبنـان الحضـاري ونشـر إبداعاتـه الفنيـة والموسـيقية والتراثيـة محليـا وعالميـا، الأمر الـذي يسـتدعي قـرارا سياسـيا جريئـا  بالاسـتثمار فـي الثقافـة.  

ولفت إلى أن الخطـة الخمسـية لـوزارة الثقافـة ستسـاهم فـي دعـم مكونـات القاعـدة الثقافيـة علـى اختـلاف أنواعهـا (الفنـون، السـينما، المسـرح، الموسـيقى، المكتبات العامة) وإطلاق ورش ترميم وتأهيل في كافة المواقع الأثرية، واسـتثمار الأبنية التاريخية... وبالتالي تحقيـق النفـع الاقتصـادي للعامليـن فـي هـذا القطـاع وللمجتمعـات المحيطـة بالمراكـز الثقافيـة والمواقـع الأثريـة والتاريخيـة، وتوفيـر فـرص عمـل وزيـادة الدخـل القومـي لشـريحة واسـعة مـن المواطنيـن.

كلمة الرئيس الحريري

وفي الختام، تحدث الرئيس الحريري فتوجه بالشكر إلى الوزير خوري والوزير السابق روني عريجي وقال: "الخطة التي نراها اليوم تمتد على خمس سنوات وتبلغ تكلفتها 180 مليون دولار، ولكنني أرى أنها ليست بالتكلفة الكبيرة لأنها قد تدر على لبنان مبالغ تصل إلى مليار وثمانمائة مليون دولار. يجب أن نفكر على هذا النحو حين نريد أن نستثمر في الثقافة، وعلينا أن نحافظ على ثقافتنا وثقافة هذا البلد، فإذا كان هذا البلد يتعرض إلى التشويه في أماكن معينة، إلا أنه إذا حافظنا على ثقافتنا وتراثنا فإننا سنظهر إلى شبابنا وأولادنا معنى لبنان وتاريخه وماهيته الفعلية، وما الذي أراد رفيق الحريري أن يكون عليه لبنان".

وأضاف: "لذلك، فإن الاستثمار في هذه الخطة الخمسية هو استثمار في مكانه، وأنا سأعمل مع معالي الوزير على ألا تكون هذه الخطة مجرد حلم بل حقيقة، وإذا كانت هناك من وزارة يجب أن تكون وزارة سيادية فهي وزارة الثقافة، فهي تراثنا وتاريخنا وما تركه لنا آباؤنا وأجدادنا وهي ما تمثلنا في التاريخ. ومن لا تاريخ له لا مستقبل له. لذلك يجب أن نكرس هذا التاريخ ونقول هذا هو لبنان".

وتابع: "أود أن أشكر كل من عمل على هذه الخطة في هذه الوزارة وكل المهتمين بالشأن الثقافي. الحكومة تحاول أن تقوم بما في استطاعتها، ولكني أرى أننا نستطيع أن نقدم الأكثر، ويجب أن يساعد القطاع الخاص في هذا المجال، فهو له دوره، ويجب أن نوجد السبل لتحفيزه على الحفاظ على التراث والآثار".

وأردف قائلا: "بالنسبة إلى قانون الحفاظ على التراث والمباني التراثية، فإن هذا القانون لم يقر منذ عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقد آن الأوان أن يتم البت به. فمن غير الطبيعي أن نسمع كل يوم خبرا عن هدم مبنى تراثي أو أن فلانا يريد أن يهدم مبنى تراثيا ليبني ناطحة سحاب مكانه. الناس بالتأكيد محتاجة للاستثمار، ولكن يمكننا أن نجد معادلة بين الحالتين، بين أن نحافظ على التراث وتأمين مصلحة أصحاب هذه المباني ومصلحة أبنائهم، بحسب ما ينص عليه التنظيم المدني، لكي نحافظ على تراثنا".

وختم الرئيس الحريري بالقول: "أود أن أشكر الوزير خوري وكل من عمل معه على هذه الخطة. ومن يسير على خطى رفيق الحريري، وتحديدا حين ننظر إلى مبنى السراي الحكومي كيف كان وما الذي أراد رفيق الحريري أن يكتبه على مدخله: "لو دامت لغيرك لما اتصلت إليك"، فإننا نذكر أن هذا المبنى كان مدمرا وقد أعاده رفيق الحريري إلى ما كان عليه وربما أجمل، ونحن يجب علينا أن نعمل ونعيد لبنان إلى ما كان عليه وربما أفضل".

 

جميع الحقوق محفوظة ©      ملاحظة قانونية  |   إتصل بنا  |  خريطة الموقع
تم انجاز هذا الموقع بالتعاون مع مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية