Republic of Lebanon

الرئيس الحريري يرعى حفل الإفطار الرمضاني لتيار المستقبل في البيال

الخط + -
06 حزيران 2017

رعى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري غروب اليوم حفل الإفطار الرمضاني الذي أقامه "تيار المستقبل" في البيال في حضور وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسبيان، نواب بيروت، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، رئيس بلدية بيروت المهندس جمال عيتاني وحشد كبير من الشخصيات والفعاليات البيروتية.

وخلال المأدبة، ألقى الرئيس الحريري الكلمة الآتية:

 

مساء الخير لتيار الرئيس الشهيد رفيق الحريري،

ومساء الخير لشباب وشابات تيار المستقبل،

أهلا بأبناء بيروت، وجمعيات بيروت، وأندية بيروت، وأحباب بيروت من كل لبنان كل عام وأنتم جميعاً بخير، وعاصمة لبنان بألف خير، ورمضان كريم عليكم بإذن الله، وعلى أهلنا وأبناء وطننا في كل مكان.

أن تكون بيروت عاصمة الدولة، يعني أن هذه المدينة أمانة غالية على قلوب جميع اللبنانيين، وعنوانا لرسالة لبنان في العيش المشترك، العيش الواحد بين المسلمين والمسيحيين. وأنتم أهل بيروت من كل الأطياف، حرّاس لهذا الدور الطبيعي، وقد قدّمتم أرواحا، وقدمتم الغالي والنفيس لتبقى بيروت منارة العلم والحريّة والصمود في العالم العربي.

بيروت مرّ عليها موجات من الفوضى والحروب ومنذ 35 سنة، في مثل هذا اليوم، في 6 حزيران 1982، اجتاحت إسرائيل الأراضي اللبنانية. وأوّل ما قامت به قصف وتدمير المدينة الرياضية في بيروت، وآخر ما قامت به احتلال بيروت. إسرائيل اعتبرت أن تركيع بيروت هو السبيل لتركيع لبنان. ولكن بيروت لم تركع. الاحتلال ذهب وبيروت لم تركع.

بيروت عانت من ممارسات الميليشيات اللبنانية والفلسطينية، وعانت من الهيمنة العسكرية لنظام الأسد، ومن الحكم الأمني العرفي الذي فرض بالقوّة والغصب على اللبنانيين، لكنها كانت دائماً تخرج بعد كل معاناة، ورأسها مرفوعا، وهي المنتصرة بإرادة أبنائها والمدافعين عن دورها وكرامتها.

أهلي وأحبائي من كل بيروت،

عندما قرّر الرئيس الشهيد رفيق الحريري أن يأخذ بيد بيروت ويرفع عن صدرها آثار الحرب الأهلية، والخراب عن قلب العاصمة كان يعلم أن السلام في لبنان لا يمكن أن يتحقّق إذا بقيت بيروت رهينة الدمار والميليشيات.

قلب بيروت الذي خرّبته الحرب، أعاد له رفيق الحريري الحياة، وفعل منه جوهرة، دول كثيرة في المنطقة تحاول أن تستنسخ صورة عنها. لكن للأسف، يوجد في لبنان أناس يرون أن إنقاذ بيروت من وحول الحرب ومن سباق المسلحين على احتلال بيوتها ومتاجرها وأسواقها، غلطة!

الحرب هي التي دمّرت تراث بيروت ومعالمها ومشروع رفيق الحريري هو الذي أنقذ التراث من الدمار الشامل، وأطلق أكبر ورشة في تاريخ لبنان لإعادة تظهير واكتشاف آثار بيروت القديمة. ونحن مستمرون بهذا المشروع، وقرارنا أن يكون وجه بيروت التاريخي والحضاري بمأمن من أي اعتداء أو مخالفة للقوانين، بغض النظر عن المزايدات التي نسمعها.

وبما أن الموضة في هذه الأيام هي موضة "ألّف الكذبة وصدّقها"، دعوني أجيب على بعض الأكاذيب المرمية في سوق المزايدات، وكلامي مسؤولة عنه بلديّة بيروت، التي كما وعدتكم سأبقى أتابع عملها ولن أتسامح مع أي تقصير لا سمح الله:

حرش بيروت باق وباق لأهل بيروت. البلديّة كلّفت استشاريا لتطويره، وفي الشهر المقبل ستقام المناقصة لتأهيله وصيانته وإدارته. هذا الحرش كان في الحرب خط تماس الميليشيات وملجأ الفساد والخارجين عن القانون، والاجتياح الإسرائيلي لبيروت حرقه بالكامل. أتى رفيق الحريري وأعاد ترميمه وزرعه بآلاف أشجار الصنوبر، لكي يعود كما هو اليوم، واحة خضراء يتمّ تحضيرها لتكون متنفّسا للناس ومحميّة ممنوع أن تُقطع منها شجرة واحدة!

شط الرملة البيضاء... باق لبيروت وأهل بيروت، وهو لن يبق فقط مسبحا شعبيا مجانيا، ولكن أيضا ستعمل البلديّة على توسعته وتطويره، وقد كلّفت استشاريا لبدء العمل على هذا المشروع.

المساحات الخضراء في بيروت ستزيد ولن تنقص! بلدية بيروت وضعت المخطط التوجيهي للمساحات الخضراء مع "إيل دو فرانس"، وكل وسطيّات الباطون في بيروت ستلغى ويُزرع مكانها 6 آلاف شجرة. الحدائق الموجودة سيتم تأهيلها وتفعيلها وستصبح هناك حدائق جديدة في كل منطقة ببيروت، ومع زيادة الغطاء الأخضر ستزيد أيضا مساحات المشاة والدرّاجات.

بحر بيروت ملوّث. ومن حقّكم وحقّنا جميعا ببحر نظيف. المشكلة أن المياه الملوّثة تتجمّع بشكل صحيح مئة بالمئة، ولكن جزءا كبيرا منها يذهب إلى البحر، لأن محطة تكرير برج حمود لم يبدأ العمل بها إلا منذ بضعة أسابيع، ومحطة تكرير الغدير بحاجة لإعادة تأهيل، لكي تصبح هاتان المحطتان تستوعبان كل مياه الصرف والأمطار في بيروت. العمل عليها قائم ولكنه يحتاج لوقت، وبالانتظار، منذ بضعة أيام انتهى تنفيذ قسطل بطول 550 مترا، ينقل هذه المياه إلى عمق البحر، بما يخفف 70 بالمئة من التلوّث عن شاطئ بيروت.

بالنسبة إلى النفايات الصّلبة، دائماً نسمع أن المشكلة باقية وأن بيروت ستغرق مجددا بالنفايات. وأيضا هذا غير صحيح، أو كما كان حبيبكم يقول: "هيدا الكلام مانو دقيق!". مناقصة الكنس والجمع، بمواصفات عالمية، ستتم بعد ثمانية أيام بالتحديد. والخطة الشاملة للفرز من المصدر، وتحويل النفايات لطاقة انتهت، وملفّات التأهيل سُلّمت منذ خمسة أيّام بالضبط، والمناقصة ستجري قبل آخر السنة، والنفايات لن تعود إلى شوارع بيروت!

وبالتأكيد، أنتم ترون أن هناك ورشة تزفيت وأرصفة في بعض شوارع بيروت، ويجب أن تعلموا أن كل شوارع بيروت سيتم فيها تحسين الزفت والأرصفة، منها ورش انتهت ومنها أخرى جار تنفيذها والبعض الآخر جار تلزيمه. وأيضا سيتم إعادة تأهيل كافة الأنفاق. ولأنّي أعرف أن جسر سليم سلام ونفق سليم سلام وجسر الكولا يهمّونكم بشكل خاص، سيتم تلزيمهم جميعا هذا الشهر والأعمال فيهم ستبدأ خلال موسم هذا الصيف بإذن الله.

بالنسبة إلى الكهرباء، أعلم أن البلديّة وضعت خطّة لتأمينها 24 على 24 في بيروت، وهي في نقاش مع وزارة الطاقة للانتقال إلى التنفيذ بأسرع وقت. وفي هذه الأثناء كل إنارة شوارع بيروت ستتحول إلى الـ"ليد" (LED) الذي يوفر 50 بالمئة من استهلاكها للطاقة، ويحمي البيئة أيضا. وفي السنة المقبلة إن شاء الله، ستكون هناك باصات للنقل العام في بيروت، وصديقة للبيئة أيضا، وسيتم تأهيل الملاعب الرياضية في قصقص والأشرفية، وسينطلق مشروع الملعب البلدي الجديد.

كذلك في العام المقبل، سيتم تأهيل 8 مستوصفات وإصدار بطاقة صحية لأهل بيروت، ووضع خدمة طوارئ طبية في تصرّفهم. والمجلس البلدي يعمل بتنسيق وتعاون كاملين مع محافظ بيروت، وقد أطلق حتى الآن 12 مناقصة، والأهمّ أنهم يقومون بدراسة لمدة سنة ونصف السنة عن كل حاجات بيروت، وحاجات كل منطقة في بيروت لـ 25 سنة مقبلة.

وبذكرنا للمحافظ، دعوني أيضا أنتهي من كذبة تتعلّق بمحافظ جبل لبنان: اسمعوني جيدا: "محافظ جبل لبنان سيكون من بيروت، من بيروت ونص كمان!". وكل المواقع في إدارة الدولة، بأجهزتها، بالبلدية، بالإطفائية: كل مواقع بيروت ستبقى لبيروت. بيروت حصتها محفوظة، وستبقى محفوظة بإذن الله.

ونحن معكم، مع شباب وشابات تيار المستقبل، مع أهلي وأحبائي المقيمين بالإقليم والناعمة وعرمون وبشامون وكل الضّواحي، سنبقى ننظر إلى الأمام لتبقى بيروت جوهرة العرب ومركز الإبداع والاستثمار والسياحة والطبابة والتعليم، ومحرك الاقتصاد وفرص العمل لشباب بيروت وشابات بيروت وكل اللبنانيين.

تعلمون أننا نعمل كثيرا لإنجاز قانون الانتخاب، الذي سيولد إن شاء الله خلال الأيام القليلة المقبلة، وأنا أطمئن اللبنانيين بهذا الشأن. لكن الأهم هو الاقتصاد وشؤون الناس وشؤون كل المواطنين في كل لبنان، وهذا سيكون هدفي الأساسي بعدما ننتهي من قانون الانتخاب.

عشتم، عاشت بيروت وعاش لبنان

وكل رمضان وأنتم بخير.

 

جميع الحقوق محفوظة ©      ملاحظة قانونية  |   إتصل بنا  |  خريطة الموقع
تم انجاز هذا الموقع بالتعاون مع مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية